
اختتم أمس الأحد المؤتمر الخليجي المشترك الرابع للسرطان (الافتراضي) حول رعاية مرضى السرطان خلال وبعد الكوارث، والذي ينظمه المركز الخليجي لمكافحة السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان حيث استمر على مدار يومين.
ويأتي هذا المؤتمر تنفيذاً لقرار معالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، وتوصيات الهيئة التنفيذية لمجلس الصحة الخليجي، بقيام المركز الخليجي لمكافحة السرطان بتنظيم مؤتمرات خليجية سنوية مشتركة ذات مهنية وحرفية عالية في مجال مكافحة السرطان والوقاية منه، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي للسرطان، والجهات الحكومية والأهلية المعنية في دول المجلس؛ حيث تمثل هذه المؤتمرات الخليجية المشتركة والتي تعقد كل عام فرصة حقيقية لأطباء الأورام والرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي والصحة العامة والوبائيات، وكذلك للمهتمين برعاية مرضى السرطان وصناع القرار والاقتصاديين ومنظمات النفع العام للالتقاء وتبادل الخبرات.
وقد بحث المشاركين في المؤتمر الآثار الصحية التي تعرضت للخلل خلال جائحة كورونا، ورعاية مرضى السرطان والأمراض المزمنة الأخرى، مما تتطلب اتخاذ نهج جديد غير معهود لتقديم الرعاية الصحية على أفضل وجه، كما استعرض المؤتمر تجارب دول مجلس التعاون وبعض الدول المتقدمة في التعامل مع الجوائح والأزمات الصحية والكوارث والأزمات، والدروس المستقاة لإيصال الخدمات المتخصصة لمرضى السرطان في مثل هذه الأوقات الصعبة، وعرض البدائل الفنية والتقنية للتواصل وتأمين الرعاية المثلى للمرضى خلال رحلة العلاج.
وصمم البرنامج العلمي لهذا المؤتمر على ستة محاور رئيسية تستعرض الجوانب المهمة لرعاية مرضى السرطان في أوقات الكوارث، وأفضل السبل العلمية والتقنية للتعاطي مع تبعاتها، شارك فيها تسعة متحدثين دوليين من الجامعات العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومنظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى ثلاثة عشر متحدثاً خليجياً وأحد عشر ممثلاً عن جمعيات النفع العام الخليجية.
وفي سؤال لصحيفة “برق” حول متابعة توصيات المجلس لضمان تنفيذها واستفادة مرضى السرطان وذويهم من هذه التوصيات، أجاب رئيس المؤتمر الدكتور علي الزهراني بأن المركز الخليجي للأبحاث هو مشروع تعاون بين مركز الملك فيصل التخصصي ومركز للأبحاث ومجلس الصحة الخليجي وأننا نناقش التوصيات الصادرة من المؤتمر مع وزراء الصحة في مجلس التعاون لتفعيل هذه التوصيات حسب البروتوكولات والأنظمة في كل دولة، ونحن حريصون على إيصال التوصيات للمعنيين وهم يقع على عاتقهم تفعليها وإخراجها على أرض الواقع.
الجدير بالذكر أن أمانة المجلس أوضحت بأنها سترفع توصيات المؤتمر لصناع القرار بوزارت الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، للاستنارة بها في إعداد الخطط الاستراتيجية لمواجهة الكوارث والأزمات، ومن هذه التوصيات: أهمية الإعداد والاستعداد للكوارث والأزمات، ومواجهة الطوارئ الصحية على جميع المستويات، وتحديث الأدلة والإرشادات العلاجية والوقائية لتشمل تقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان والأمراض المزمنة الأخرى، وتنمية الخزن الاستراتيجي للأدوية والأجهزة الطبية وأجهزة الحماية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي، وتوطين التصنيع لهذه المواد في دول مجلس التعاون، للوصول إلى الحد اللازم من الأمن الصحي وقت الأزمات.
واختتم المؤتمر أعماله بإبراز دور جمعيات النفع العام والجمعيات غير الربحية ومجموعات دعم المرضى ودورها المحوري في تخفيف معاناة مرضى السرطان وذويهم في الأوقات الصعبة وتقدير الدور الذي يقومون به واعتبارهم شركاء النجاح في تنفيذ الاستراتيجيات الصحية الوطنية لمكافحة السرطان، وسيكون المؤتمر القادم باستضافة جمعية أصدقاء المرضى في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام القادم.