
انطلقت يوم الثلاثاء أعمال القمة الخليجية الـ ٤١ للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج في محافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، والذي حضرها وشارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وسط ترحيب المملكة قيادة وشعب، وجاء عقد القمة في مسرح مرايا الذي يعد أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم والمسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ويعد إبداعًا معماريًّا يعكس طبيعة العلا الساحرة، وأنشئ بأسلوب الهندسة المعمارية المستوحاة من آثار وطبيعة العلا، وتبلغ مساحة هيكله مكعب الشكل 9740 مترًا مربعًا من زجاج المرايا، وحصلت قاعته على جائزة “أركيتيزر إيه” أكبر الجوائز المعمارية في العالم، وله نافذة عملاقة تبلغ مساحتها أكثر من 800 متر مربع، ومسرح يبلغ ارتفاعه 26 مترًا.
وقد افتتح ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس القمة أعمالها معلنا سموه ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالأشقاء ووجه بتسمية هذه القمة بقمة الشيخ صباح الأحمد والسلطان قابوس -رحمهم الله- وفاءً وتقديرًا لهم نظير ماقدموه من جهود حثيثة في توحيد الصف الخليجي وتوطيد العلاقات بين دول مجلس التعاون، وانتهت القمة بتوقيع الجميع على بيان العلا ونقل توقيع القادة حي على الهواء والذي تضمن عودة كاملة للعلاقات بين قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات ومملكة البحرين، وأكد البيان على وحدة الصف وتكاتف دول الخليج وتوحيد جهودها في مواجهة التحديات والتهديدات التي قد تطرأ على المنطقة وقد حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وإخوانهم قادة دول مجلس التعاون في هذه القمة على حفظ أمن وسلامة واستقرار الخليج وعلى عدم المساس بسيادة أمن واسقرار أي دولة وتعزيز العلاقات وزيادة التعاون في شتى المجالات.
الجدير بالذكر أن القمة تعقد لأول مرة خارج العواصم الخليجية لتكون هذه المرة في محافظة العلا التاريخية ملتقى الأمم والحضارات والشعوب التي تعاقبت عليها العديد من الحضارات منذ قديم الزمان كما تحتوي العلا على جغرافية ساحرة ومناظر خلابة آسرة كالجبال الشاهقة والنخيل الباسقات وتضم أيضا مواقع أثرية وتاريخية كموقع الحجر مدائن صالح والمسجل بمنظمة اليونسكو كأول موقع سعودي يسجل فيها كذلك منطقة دادان وجبل عكمه والبلدة القديمة، ومنذ إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا وهي تسعى جاهدة لأن تكون العلا ضمن أولى الوجهات السياحية العالمية وفق رؤية ولي العهد وما اختيار محافظة العلا كموقعا لإقامة هذه القمة إلا دلالة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بهذه المحافظة ولما تمتلكه من إرث تاريخي عريق .