عند الأزمات، والكوارث تقدّم الدول الكثير من الدعمٍ الإنساني، والمالي لشعوبها لخفض الآثار السلبية من الازمة، وتواجه الدول اضطراباتٍ كبيرة، بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث تم إغلاق المصانع، وتوقفت التجارة والأعمال، وهبطت أسعار النفط، والبورصات والأسهم، وأرباح الشركات والثروات المالية مع استمرار انتشار الفيروس.
وأطلقت المملكة العديد من الإجراءات الانسانية، والمبادرات المالية للتصدي للوباء، وخاصة للحفاظ على صحة المواطن، والمقيم وأسرهم، والحفاظ على مستوى معيشتهم، وتكاليف صحتهم، والتي تشمل الحجر الصحي والتحاليل، والأدوية والاجهزة، والكوادر الطبية، والوقائية من معقمات وكمامات، وتكاليف الترتيبات الأمنية لإنفاذ الحجر وحظر التجوّل.
وتحملت المملكة الكثير من الأضرار المالية الذي سببته الأزمة، ولم تتأثر بها ولله الحمد، وتفوقت على دول متقدمة مثل الصين، وأمريكا ودول أوروبا، ودول شرق آسيا، وقدمت كل ما يحتاجه المواطن والمقيم، وأسرهم من الخدمات الطبية، وبعكس بعض الدول المتقدمة التي لم تقدم أي مساعدة طبية وخدمات صحية لشعوبها.
كما قدمت المملكة مبادرات ماليٍة كبيرة للقطاعات المتضررة محليا بمبلغ 120 مليار ريال للأنشطة الاقتصادية، و50 مليار ريال للقطاع الخاص، وتحملت 60 % من الرواتب، وخفضت الضرائب الحكومية، وتم تحفيز المواطنين، والمقيمين بالحجر المنزلي، وحظر التجوّل، ودعمت مستوى معيشة ذوي الدخل المحدود، والفقراء والمساكين، ودعمت أسعار السلع الأساسية.
وللمملكة إنجازات ملموسة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، وتعزيز نمو الاقتصاد، والتوافق العالمي، والتصدي لتحديات المستقبل، حيث ركز الملك سلمان – رعاه الله - على تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، والتنموية والصحية والمالية، ووضع الأطر الواضحة لبحث كيفية تحقيق نمو مستدام، وسليم لشعوب العالم كافة، وخاصة الدول النامية.
وعملت المملكة مع جميع دول العالم للتصدي لفايروس كورونا، والتخفيف من آثاره الصحية على الإنسان والمجتمع، والاقتصاد، حيث قدَّمت المملكة دعمًا ماليًا لمنظمة الصحة العالمية 10 ملايين دولار لمحاربة الفيروس، وقدم مركز الملك سلمان – حفظه الله - للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساعدات لليمن بقيمة 3.5 مليون دولار لمواجهة الوباء، ودعم دولة فلسطين، ومساعدات للصين لمكافحة فيروس كورونا.
فالمملكة دولة لا نظيرها في العالم، وتفوقت على دول العالم المتقدم في احترام حقوق الإنسان حيث أمنت السكن لجميع السعوديين في الخارج في فنادق 5 نجوم، ووجبات مجانية، وتم تأمين عودتهم للمملكة، والعناية بهم حتى وصولهم للوطن، ولا يستغرب هذا العمل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – أعزهم الله -
والملاحظ أن المملكة تفوقت على معظم دول العالم التي تدعي احترام حقوق الإنسان، ويظهر ذلك في التعامل الأمثل مع المواطن، حيث حرصت كل الحرص على إعلاء شأن المواطن السعودي ومنحه كل حقوقه في جميع المجالات، وبعكس ما حصل في بعض الدول المتقدمة التي لم تحترم حقوق مواطنيها.
ويتجلّى ذلك في اهتمام، ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - أعزهم الله - بتقديم العلاج المجاني لفيروس كورونا لجميع المواطنين والمقيمين وأسرهم، ومخالفي نظام الإقامة، والعمل دون النظر لجنسهم، وأديانهم في جميع مستشفيات المملكة العامة والخاصة، ودام عزك ياوطن.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Ahmed9674@hotmail.com