في حياتنا على هذه الارض نبقى عُرضةً للمِحن والمنح ، للبلاء والشفاء ، للمنع والعطاء..
فليس هناك خيرٌ دائم ولا ضرر مستمر ، وأقربهم منزلة وحُبّاً لله أعظمهم ابتلاء ، بل من كمال الإيمان الواجب الإيمان بالقدر خيره وشرّه.
إليك ياصديقي يا من اشتدّ عليه الألم وذاق الأمرّين من جرعات الدواء ووخزة الكي واشتكى تساقط شعره بسبب العلاج الكيميائي..
إليك يا من فقد نشوة الفرح وغَدَا الهمّ رفيقه.
إليك يا من أصبح المستشفى منزله وأروقته متنفّسه.
إليك يا من دخل في معركة ظنّها في بداية أمره أنها معركة خاسرة في حربه مع السرطان..!!
نُسلّم بأنّه مرض يقتحم حياتك دون استئذان يحاول إضعافك ليسيطر على حياتك ويؤثر عليها ويحوّلها إلى جحيم (حال استسلامك له) يُشعرك أنّك حبيسٌ في زنزانة غرف العمليات وتتغذّا على جلسات الكيماوي مُنتظرًا أجلك بفارغ صبرك.
إعلم أولا ياصديقي أنَّك في أعظم ابتلاء وأجلّ امتحان ، وتذكّر خير البشر أنبياء الله وصفوته من خلقه وقصص معاناتهم مع الابتلاء وشدة البلاء ، وكيف بإيمانهم بالله وثقتهم بماعنده ثم قوة عزيمتهم وإرادتهم تحوّل بلائهم إلى شِفَاء وعافيه وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا..
واعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليُخطئك وما أخطأك لم يكن ليُصيبك وكلّ شيءٍ قُدّر وُكتب في اللوح المحفوظ قبل خِلقتك وبعثك وإيجادك (وهذا كفيل بتسليم العبد أمره لله والإتكال عليه)، ولك أن تتذكر أجر الصابر وما يناله من صبره في حياته وبعد مماته وأثرها وقت حسابه ومآله ، فاصبر واحتسب الأجر وانتظره عند الله فعسى أن تكره شيئاً وهو في علم الغيب خيرٌ وفضلٌ لك.
وتذكّر أنّ كلّ ألمٍ بصبرك تنال أجره
وكلّ وخزة إبرة بصبرك ترفعك عند ربك منزله
وكلّ جرعة دواءٍ بصبرك تقّربك إلى الله بإذنه
وضع نُصب عينيك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له).. رواه مسلم.
فالخير بمعيّتك والأجر بإذن الله جائزتك.
ولاتستلم ولاتُسلّم برسائل الإحباط ولاحديث النفس المثبّط دائما ، وامنع تلك القصص السلبية يستقبلها عقلك يتشرّبها ثُمّ تتغلغل إلى دهاليزه فتترسخ ثُمّ بعد ذلك تُعاني التخلّص منها (ولو بعد حين) والتي من شأنها قتل إرادتك وصبرك وعزيمتك.. وربّما (قتلك).
استمع كثيرًا لقصص محاربي السرطان وكيف انتصروا في معركتهم مع المرض؟ وكيف استقبلتهم الحياة بعد ذلك وكأنهم خُلقوا من جديد؟!
ردّد عبارة: (أنا بخير ، أنا أهزم المرض ، لا أعاني ألماً ، لا اشتكي تعباً ، لن يقف المرض عائقاً لتحقيق طموحاتي أنا أعيش حياتي كما أحب...)
ردّدها تظاهرًا حتى تُصبحَ تطبّعاً
ردّدها دائماً حتى تُصبح وِرْداً
كررها ندْباً حتى تُصبح فرضاً
فتأثير (الإيحاءات الإيجابية)على النفس كبيره.
وعلميّاً:
لم يعد السرطان هذا المرض المرعب الذى يصيب الإنسان ويشعره بقرب نهايته ، بل يمكن أن نتعامل معه كأي مرض يُمكن السيطرة عليه، (فقط)
إذا كان المصاب به يمتلك قوة وعزيمة من حديد ، فالسيطرة على المرض لا تقتصر فقط على الأبحاث العلمية وطرق العلاج الحديثة ، والتى لن تصنع بمفردها شيئا ، حيث أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أنّ الدعم النفسى يرفع نسبة الشفاء وأن الحالة النفسية القوية لها تأثير كبير على تقوية جهاز المناعة ومن ثم مقاومة هذا المرض الشرس.
وختاماً:
قوة إيمانك بالله ثُمّ إرادتك القوية وإيحاءاتك الإيجابية أقوى أسلحتك لهزيمة المرض في معركتك معه..!!
شفاك الله وعافاك من كلّ علّةٍ
وعشت صحيحاً دون ما سقمِ.
{خاطرة}:
الأمس: مضى وانتهى ولن يعود
غدًا: في علم الغيب لاتنشغل به
اليوم: هدية ومنحة تستحق الإحتفاء..!!
التعليقات 1
1 ping
نونه
2020-09-18 في 8:41 صباحًا[3] رابط التعليق
جزاك الله خير