الشعور بالآخرين حاسة سادسة لا يمتلكها إلا الأنقياء
"نيلسون مانديلا"
يبدو أن مراعاة مشاعر الآخرين لا تعد كافية بالنسبة للشخص المراعي فهو بحاجة ماسه لمن يراعي حقيقة مشاعره وعواطفه، مهما بلغ من القوة و الثبات واكتسب من الحياة المزيد من الصمود والشموخ فهذا لا يعني أبداً بأن مشاعره صلبه تجاه أحبابه بل عكس ذلك تماماً، المشاعر صعبة الترميم و لكنها سهلة الهدم فما الذي يجبره على تحمل المواقف التي ترغمه على قبولها بالرغم من الوجع الذي يستقيه منها سوى أنه يحافظ على كينونة السلام الذي لطالما سعى جاهداً في بناءها. السهام التي يطلقها أحبابنا تختار الأماكن المؤلمة تماماً لأنهم متيقنين بما يؤلم أرواحنا، و لأن سهام الغريب لا تعد جارحة أبداً فهو يرميها بطريقة عشوائية دون أن يحدد وجهتها الصحيحة فهي لا تؤثر بنا مهما بلغ مدى اقترابنا منها. إن ما يحتاجه المرء في حياته سواء كان ضعيفا أم قويا.. كتوما أم يفصح عما بداخله.. أياً كانت شخصيته، فهو يرغب بمن يراعي شعوره بغض النظر عن الأحداث الحاصلة، فمراعاة الشعور أشبه بمن يلملم القطع المتناثرة، وإخماد النار المشتعلة، ومداواة الجروح الملتهبة لذا لا تستهن بمراعاة المشاعر والاهتمام بها أبداً فهي عندما تهدم لا تبنى من جديد و كما يقال قد تعود المياه لمجاريها و لكنها لا تكون صالحة للشرب.
و إنني لم أتعمد إعادة ترتيب أصحابي، و إنما كل شخص قام باختيار المكان الذي يستحقه.
بقلم/ روان سليمان الجميل