تتسابق الأقلام الصحفية والبحوث العلمية في وصف القيادة والإدارة من حيث المفهوم والتأثير والتأثر، فنجد دائماً الخلط بين القيادة والإدارة مفهوماً وتأثيراً، وإن كان هذا الخلط تراجع في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.
ولسنا في هذا المقال بصدد الحديث عن القيادة والإدارة في المفاهيم والتأثيرات، ولكن سنتحدث عن بعض الدروس في القيادة والإدارة مستوحاة من زيارة صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال حفظه الله لمحافظة بيشة ورعايته لورشة المياه المجددة في جامعة بيشة بالتعاون مع وزارة المياه.
وسنورد هذه الدروس المستوحاة على شكل نقاط كالتالي:
أولاً: الاستجابة السريعة للقضايا القائمة ذات الطابع المؤثر مجتمعياً والتي لا يمكن أن تحدث إلا بوجود حس عالي واستشعار للمسؤولية تجاه تلك القضايا وإيجاد الحلول لها، وتبني تلك الحلول، ومن ثم متابعتها تنفيذاً وتقييماً وبالتالي العمل المستمر في تطويرها وتحسينها.
ثانياً: التواضع والبساطة في التعامل دون تكلف أو استعراض إعلامي؛ فالأهمية الحقيقية هي للعمل وفق المبدأ القائل دع عملك يتحدث عنك.. وهذا ما لوحظ من سموه وفقه الله في كل تعاملاته سواء في زيارته هذه أو غيرها، فالهدف الحقيقي هو العمل والجدية والتحسين المستمر والتطوير المثمر.
ثالثاً: منح الفرصة للجميع بالتحدث وطرح الآراء وتبادل النقاشات البناءة وفق مبدأ التفكير بعقول كثيرة للاستفادة من تلك الآراء والأفكار وطرح الحلول وفق ذلك وبالتالي ستكون حلول مرضية مبنية على تلاقح الأفكار.
رابعاً: امتلاك خصلة الاستماع الجيد والتي لوحظت كثيراً في ورشة المياه المجددة حين أبدى سمو الأمير تركي بعض الملاحظات وطرح بعض التساؤلات في دقائق صغيرة، ولكنها مهمة قد تخفى على الكثير وهذا يقوم على الفطنة والاستماع الجيد والتحليل الفوري من سموه.
خامساً: امتلاك الخلفية الثقافية الجيدة بنوعيها العام والخاص؛ فالعام ما كان عن المجتمع وتجاذباته ومؤثراته. والخاص ما كان حول القضية القائمة كخلفية سابقة أو تنبؤات مستقبلية كنواتج محتملة يجب الاهتمام بها ومراعاتها.
سادساً: الاستماع لكل الآراء بكافة مستويات طارحيها بدءاً من المسؤول المباشر، وصولاً إلى المواطن البسيط؛ مما أسهم في تكوين إيضاحات عامة للقضية تبنت وجهات النظر على كافة المستويات فلكل منهم دوره ولكل منهم رأيه ومعاناته وهذا يحقق الحلول الشاملة المستمرة ذات التأثير الإيجابي بعيد المدى.
سابعاً: جودة القرار وقوته، والتي تتوقف على قوة شخصية صاحب القرار وثقته بنفسه وتعامله وفقه منهج علمي مع كل ما يدعم القرار المتخذ؛ ومنها أخذ المعلومات من مصادر متعددة حول القضية وبكافة المستويات، إضافة إلى الخبرة العملية.
ثامناً: تحليل الواقع القائم والقدرة على الحكم على نوعية الآراء المطروحة وجودتها، ومن ثم بناء الحلول وفق هذه التحليلات بشكل يواكب رؤية المملكة 2030 ويراعي النسيج المجتمعي ومصلحة المحافظة والمواطن.
تاسعاً: الترتيب المنطقي للأولويات والتي اتضحت من سموه بإقامة ورشة المياه المجددة وحضوره لها، وتلقي الآراء والمشاركات ومشاركته شخصياً في هذه النقاشات بشكل مباشر دون حواجز، مما خلق حالة رائعة من التشارك في صنع القرار بين المسؤول والمواطن.
ختاماً، هذه الدروس السابقة التي أشرنا لها ليست دروساً كغيرها تكتب وتنشر وقد تقرأ أو لا تقرأ.. إنما هي دروس مباشرة نراها ونتعلمها بالنقاش والتطبيق من سموه الكريم.
ولا نستغرب ذلك من الأمير القائد المسؤول فمنذ وطأت قدماه منطقة عسير، خلق حالة من العمل غير مسبوقة، وبعث بتأثيرات إيجابية تجاه الجميع.. وإن سألنا ما هي القيادة؟ فالإجابة هي قدرة التأثير على الجميع ونقلهم بهذا التأثير الإيجابي من حالة إلى حالة أجمل وأرقى تؤتي ثمارها تطويراً وتحسيناً مستمراً.
صحيفة برق

إقرأ المزيد
- شريف الحازمي يكتب: “كورونا تلتهم عقول المستهترين وتتفاقم بضراوة”
- اللواء الركن م. الدكتور بندر آل سعود يكتب: القطاع البلدي.. الجندي المجهول
- د.عبدالعزيز المشيقح يكتب: خزانات الكهرباء
- عبدالمجيد العُمري يكتب: الحدث الذي غير مسار الإمام الألباني “رحمه الله”
- أحمد الجبير يكتب: توطين الوظائف حل لمشكلة البطالة
الدكتور عبدالله محمد اليتيم يكتب: دروس قيادية وإدارية مستوحاة من أمير منطقة عسير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://barq-org.sa/articles/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%aa%d9%8a%d9%85-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%b3/