عندما تعود بنا الذاكرة إلى الأشهر الثلاث الماضية ؛ نجد بأن العالمَ بأسره قد تعطّلت مصالحه ، وتوقفت قافلته عن ممارسة نشاطاتها الحياتية اليومية بصورتها الطبيعية ، وذلك يعود بسبب تلك الجائحة التي ضربت بقاع الأرض وعرقلت حركته في شتى الأصعدة والميادين .
ولأن وطننا الغالي المملكة العربية السعودية وتحت ظلّ قيادتنا الحكيمة التي يقود زمامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله قد أولت صحة الإنسان وسلامته جُلّ الرعاية والاهتمام وجعلتها في مقدمة الأولويات ؛ فقد سخّرت كافة الإمكانيات والدعم لمختلف قطاعات الدولة بهدف تسهيل الصعوبات وتذليل التحديات أمام كافة المواطنين والمقيمين لسرعة إنجاز مهماتهم بكل يسر وسهولة وذلك عن طريق استخدام التطبيقات الإلكترونية المختلفة ووسائل الاتصال عن بعد ، كما لاحظنا الدور الكبير الذي لعبته القطاعات الحكومية ومنها وزارتي الداخلية والصحة بهدف نشر الوعي وتثقيف المجتمع بأهمية وضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية والتي تسهم بمشيئة الله تعالى في حماية الإنسان وحماية أهله ومجتمعه من هذا الفيروس والذي تميّز بسرعة انتشاره بين الأفراد وإصابته للجهاز التنفسي العلوي مما يسهم في تعريض حياة المصاب ومن حوله للخطر ولا سيّما كبار السن والأطفال ومن لديه مشاكل في الجهاز المناعي وأصحاب الأمراض المزمنة .
ولأن دفع عجلة التنمية الاقتصادية يشكل ضرورة من ضرورات انتعاش أي دولة ؛ فقد راهنت حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة بوعي المواطن حيث بدأت في الأيام الماضية برفع الحظر بصورة جزئية وهي تعتبر المرحلة الثانية من مراحل عودة الحياة لطبيعتها ولكنها في الوقت ذاته شددت على ضرورة التقيّد والالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية والتي تسهم في حفظ الإنسان لنفسه ولمجتمعه ومن أهمها ( عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى ، المحافظة على لبس الكمامة عند الخروج ، والحرص على التباعد الاجتماعي ، المداومة على تعقيم اليدين وغسلها بالماء والصابون ).
ولعلنا لاحظنا بعض التصرفات والممارسات الفردية الغير صحية من بعض الأشخاص والتي أسهمت في رفع عدد حالات الإصابة بالفيروس مما أدى كذلك لرفع عدد الحالات الحرجة خلال الأيام القليلة الماضية .
ومن هنا أختم برسالة أوجهها للجميع :
( إن حياتنا وحياة من حولنا غالية علينا جميعاً ، ولا يمكن أن يشعر بمعنى هذه الكلمات إلا من فقد حبيباً أو عزيزاً ولا نريد أن نكون نحن سبباً تعريض حياتنا وحياة الآخرين للخطر بسبب تصرفات غير مسؤولة ، نريد أن نكون يداً بيد في التصدي لهذا الفايروس إلى أن نصل جميعاً إلى برّ الأمان قريباً بإذن الله ).