ديننا الإسلامي دين عظيم فهو يدعو لمكارم الأخلاق، ويحث المجتمع على التعاضد والتآزر وإشاعة المحبة وحسن الخلق بين أفراده بعيدًا عن العادات الذميمة والقبيحة، والتي من أخطرها الكذب والتي أضحت للأسف ظاهرة لها روادها ومحبيها، بل وأصبحت فناً يتغنى بها أصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يدركون أبعاد وعواقب الكذب في تفتيت لحمة المجتمع وتفريقه، وقد يفعل البعض ذلك بحسن نية ولكن كم مريد للخير لم يبلغه!!
إن مما يعتصر له القلب تساهل الناس بالكذب بحجة المزاح والكذب الأبيض ونحو ذلك، ولكن ما علم هؤلاء أن الكذب محرما ولا يصدر عن مؤمنا فقد سئل الرسول عليه الصلاة والسلام عن المؤمن (هل يزني قال نعم هل يسرق قال نعم هل وهل وهل وكله نعم إلا عندما وصلوا إلى هل يكذب قال لا ) ولكن البعض يدعي أنه يكذب بححة المزاح والتسلية وما علم هؤلاء أنهم قد ارتكبوا ذنبا عظيما ووقعوا في المحظور يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلٌ له ثم ويل له)، وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : الكذب بالمزاح حرام ومما يدل على تحريم الكذب في المزاح ما رواه بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له.
ومن يطمع في الجنة فعليه بترك الكذب ولو كان مازحا ففي سنن أبي داود عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه كما أن هناك من يحاول ان يجمل نفسه ويحسنها بالمظاهر وهو بخلاف ذلك
ومن أخطر أنواع الكذب الافتراء على الناس والكيد بهم زورا وبهتانا والخوض في اعراضهم والاساءة لهم وقد حذر الله عز وجل من الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير وجه حق حيث قال(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)