تسابق السعوديون خلال الأيام القليلة الماضية وتباروا عبر مختلف وسائل الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في إزجاء أصدق آيات الشكر والتقدير والعرفان والامتنان المستحق لقيادتنا الرشيدة، ولحكومتنا ذات الهمة العالية، لاسيما الأجهزة المعنية من جيش أبيض، وقوات نظامية بمختلف تشكيلاتها، من الأمن إلى القوات المسلحة، فالقوات الأمنية، فرجال الحدود والمباحث؛ وغيرهم من جيش عرمرم من نحو ثلاثين قطاعا مختلفا في الدولة، تم حشده للعمل أربعة وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة، وما اتخذته من إجراءات احترازية استباقية ذكية في الوقت المناسب، كعادتها دائما، للحد من آثار جائحة الكورونا الخطيرة القاتلة، التي فاجأت العالم على حين غرة، فحولت الدنيا إلى سجن كبير.
وصحيح، أولئك كلهم استحقوا من الشكر أجزله، ومن التقدير والاحترام أوفره، إذ أثمرت جهودهم الحثيثة الصادقة، فبدأنا بعون الله وتوفيقه العودة إلى حياتنا الطبيعية، واستعادة شوارعنا وساحاتنا من جديد.
إلا إنه ثمة آخرين ضمن هذه المنظومة المخلصة الوفية، بذلوا أيضا جهدا مضنيا على مدار الساعة، لضبط الأسواق وتوفير الخدمات اللوجستية المرافقة الضرورية، لضمان توفير السلع وسهولة انسيابها، ومراقبة الأسعار، والحيلولة دون الاحتكار، وضمان وصولها للجميع من مواطنين ومقيمين بأمان وجودة عالية، بل توصيلها إليهم حتى عتبة دارهم في الأيام الصعبة.
أولئك هم رجال القطاع البلدي، بل ونساؤه أيضا، الذين غادروا منازلهم وانتشروا مع بقية الجهات المعنية في الشوارع والأزقة والساحات، وعملوا معهم بالتوازي بكل جد وثبات؛ فكان جهدهم خير معين لضمان تنفيذ منظومة تلك الإجراءات الاحترازية على أكمل وجه، حتى آتت اليوم أكلها بحمد الله وتوفيقه طيبا سائغا.
ولهذا آثرت اليوم أن أخص القطاع البلدي بكلمة الشكر السريعة هذه، نيابة عن الجميع.. فأقول لهم من أعماق القلب: شكرا لجهودكم الحثيثة الصادقة، وصمودكم مع بقية زملائكم في الصفوف الأولى التي تصدت للحد من خطر هذا الوباء.. لقد كفيتم و وفيتم، وليس هذا بغريب على مثلكم.. راجيا أن تتقبلوا شكر الجميع، وإن كان متأخرا.
والحقيقة، في النفس مشاعر جمة من الامتنان والشكر والتقدير والعرفان لكل أولئك جميعا، تعجز الكلمات عن وصفها، إذ أزعم أنني أحد المدركين لجهدهم عن قرب.
لقد كان جهدا شاقا، وعملا منظما، صادقا متكاملا، لا أجد شبيها له غير الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها ثمرا يانعا طيبا شهيا مباركا كل حين.. فخرجت بلادنا بحمد الله وتوفيقه، وجهود أولئك الأبطال جميعا، بأقل خسائر من هذه الجائحة، مقارنة مع بقية دول العالم، لاسيما تلك التي تزعم أنها عظمى.
وفي الختام: لا يسعني إلا أن أكرر الشكر والتقدير، خاصة لرجال القطاع البلدي ونسائه الأوفياء المخلصين، مبتهلا إلى الله العلي القدير أن يكفي الجميع شر هذا الوباء.