ليست جملة من نسج خيالي الواسع
ولا هى كلمات افتراء أهاجم بها الرجل
إنها حقيقة لفظية لا أعلم لها نشأة ولا مكانة
إنها إختراع ذكوري وجب بتره بل ويجب أن يعاقب فاعله
كنت أظن لفترة من الزمن أنها موروث قد اندثر وعلق في الماضي السحيق وأنتهى
ولكن الصادم والمؤلم في الأمر أنها لا تزال تلك الجملة تقال في الوقت الحالي من بعض الرجال في الميادين العامة وفي المجالس المليئة بالحشود وفي شبكات التواصل المختلفة فحين يتحدث بعض الرجال ويأتي ذكر المرأة يسارع إلى قول أكرمكم الله
ترى مما هو يتكرم ويكرم من حوله ؟
سؤال أخذ من وقتي ما أخذ
حيرتني الإجابات بل وأذهلتني
ألم يكن ذلك الرجل الذي يكرم نفسه ومن حوله هو نفس الرجل الذي بقي في رحم امه تسعة أشهر ؟
اليس هو من كانت أمه تزيل عنه قاذوراته أكرمها الله حينما كان طفلآ لا يعي من أمره شيء ؟
أم أنه وجد هكذا بلا رحم يحميه وثدي يسقية
ويد تنظفه ؟
أفكار ذهنية غير سوية فحين يقول الرجل عن المرأة أكرمكم الله يظن أنه بذلك الفعل يتعالى ويرتفع في يقينه وفي أعين من حوله ومما لا شك فيه أن من يستخدم مثل هذه العبارات هو إنسان ناقص العقل والرجولة والأدب
كائن إكتظ قلبه بالغيض والكره والحقد على أمه واخته وزوجته وحتى إبنته
تلك البنت التي خرجت من صلبه بالأمس واليوم يكرم نفسه ومن حوله عنها وعن ذكرها ناسيآ أنها قد خرجت منه فهل هو مصدر نجاسة ؟؟؟؟
لن أقول أنه جهل لأن بعض المتعلمين أصحاب الشهادات والواعين ورثوا هذه الكلمات بل وطبقوها
إنه مؤمن فقط بدونية المرأة ويخاطبها بما يعتقد
وما تلك الكلمات التي يتداولها كلما ذكرت المرأة إلا نتاج أفكاره وحصاد ظنونه وصورته المعكوسة في مرآته
وأنا هنا لم أتطرق لهذا الموضوع لتوعية ذلك الرجل أبدآ لأني اعي تمامآ تدني فكرة وحجم بهيميته فهو غارق في وحل تفكيرة ولن يخرج منه أبدآ ومن الأفضل له أن يبقى فيه فهو المكان الوحيد المناسب له حتى وإن صادف ذات مره أن أسمع منه مثل هذه الكلمات فلن أرد عليه فأنا لا أفهم لغة الحمير
ولكني هنا أود أن تشاركوني هذه القضية الحساسة من خلال توعية المجتمع كلآ من خلال منصته وأن لا نترك لمثل هذه العبارات وغيرها أي باب أو مجال لسلامة أذهان الأجيال القادمة
فالمرأة اليوم وصلت لمنصب وزيرة وسفيرة واعتلت وظائف قيادية مختلفة وهامة فلا يجب أن تكون مثل هذه الألفاظ متداولة بين الرجال فزمن سي السيد بطل ثلاثية نجيب محفوظ منتهي الصلاحية اليوم.
المرأة أكرمكم الله
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://barq-org.sa/articles/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9-%d8%a3%d9%83%d8%b1%d9%85%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/