قرأت مقال بالصدفة لفلانة من الكاتبات لن أذكر اسمها لكي لا يشاع لها صيت فيعلو لها شأن من لا شيء.
وقبل البدء في النقاش من الخطأ لأي كاتب التحيز لدين أو طائفة عقائدية أو توجه سياسي أو حزبي وفكري إلا إذا كان يخاطب إحدى تلك الفئات بعينها دون الناس عامة.
في بداية المقال سردت الكاتبة قصة عن فتاة أغوت شابآ كما زعمت لغاية ما في نفس تلك الفتاة جسدية كانت أم مادية لم أهتم فالتفاصيل لن تفيد على أي حال.
والنعيق حول غواية المرأة للرجل جدل لن ينتهي.
فالشاب في القصة كما ورد كان الحمل الوديع وأن الفتاة وحدها كانت المخطئة والتي يجب أن يحكم عليها بأشد العقوبات
ثم انهالت بأيات بينات من القرأن الكريم واستدلت بأحاديث صحيحة وأخرى موضوعة فالأهم هو تشويه صورة بنات جلدتها بأي طريقة كانت مباحة أوغير مباحة وكأن لسان حالها يقول أنظروا كم أنا على خلق ودين ( لن أتعمق في النوايا أكثر )
أخذت تلوم المرأة وتحملها وحدها سبب الفتنة والغواية والرذيلة وأن الخطيئة لا تأتي دائمآ إلا من المرأة وليست من الرجل على الإطلاق كما استرسلت في مقالها
واردفت قائلة بأنها تود أن تدلو بدلوها حول هذا الموضوع وهو أن المرأة ليست فتنة فقط بل لعنة وجب إقصائها
أي دلو ستدلين به لتنالي إرضاء رجل ؟
ولن يرضى عنك الرجال ابدآ حتى وإن تكومتي تحت نعالهم
فهم من المريخ ونحن من الزهرة والمسافات بعيدة بيننا ونقطة الإتصال الوحيدة هي المصالح فقط الآن وبعد ألف عام
كما أن المرأة أيضآ لن ترضى عن الرجل مهما عاشا معآ لسنوات
لابد من الإختلاف والخلاف على كل شيء فهذه أزمة تاريخية معقدة
وتلك الكاتبة بدورها حملت المرأة فساد المجتمع كله كيف لا وهي التي تنازلت عن مكانتها كإمرأة حرة كريمة وأتخذت من مكان العبيد والمملوكين متكأ لها كما أنها ذكرت في مقالها أن المرأة المسبب للخبث وأن خبثها كان في الأصل متوارث من أمها !!!!
أخذت تضع نقاط عدة ضد المرأة بشكل عام ومن تلك النقاط أن المرأة والتي تنتمي هي لهن كيدهن عظيم جدآ ولا يقوى عليه ذلك الرجل المسكين
وإن مكانهن السجن !!!!!
ولم تحدد أي سجن
وأنه يجب الدعاء عليهن بإستمرار لرد شرهن عن الرجال !!!!!
ثم بدأت بسرد محاسن رجل المريخ ومدحة والثناء عليه حتى شككت أن الملائكة تحفني من كل جانب وأن طيور السنونو تبني اعشاشها فوق رأسي وأن ازهار البنفسج حان قطافها وشعرت أني في الجنة ولكني سرعان ما افقت وعدت للواقع ولمقالها المشؤم ذو الطلاسم الوثنية
لأكتفي بما ذكرت منه غير أني نسيت أن أذكر أنها أم للأولاد والبنات كما قالت ولولا ذلك لظننت أنها اجرت عملية جراحية تخلت فيها عن أنوثتها ولحقت بركب سكان المريخ ذو الشوارب العريضة التي تقف عليها كل الطيور المحلية والمهاجرة
ليست الوحيدة المصابة بمتلازمة
( ستوكهولم stokholm ) عقلية الضحية التي تحب جلادها وهى حالة نفسية تبدأ حين يفقد الشخص قدرته على التحكم بمصيره وشعوره بالنقص والخوف فيلجأ فورآ لتقديم الولاء لمعنفه وتصويره على أنه شخص رائع ولطيف كما أن هناك الكثيرات ممن تركن نقطة الوسط الأساسية للوقوف الصحيح والاعتدال العقلي السليم لفطرتهن
والعتب هنا ليس عليها فقط بل على تلك
الصحيفة العريقة التي نشرت لها حبل غسيل متسخ ( أقصد مقال)
وانا هنا لست ضدآ الرجل فهو يبقى أبي وأبني ومهما وجهت له من أصابع للإتهام فاللوم أحيانا لا يعني الكره وإنما يعني الإهتمام
والمقال الذي طرح كان رسالة شديدة اللهجة وجهت للرجال ليكونوا ضد السيدات فقد دعت فيه الرجل لقمع المرأة وقهرها وحبسها دون رأفة لأنهن سبب فتنته على حد زعمها مشيرة بشكل غير مباشر أنها الوحيدة صاحبة الصون والعفاف غير مدركة أن النار التي تؤججها ضد المرأة ستحرقها هي أولآ
وكم وددت لو أنها خصت أشخاصآ بعينهم دون أن تعمم فالتعميم لغة الجاهل ولا عجب إن كانت بعض الصحف تلتقط من هب ودب وتدحرج وتشقلب فليس كل من خط بقلمه كاتب أيتها الصحف فالصفار أيضآ يكتبون
وقد سبق وذكرت هذا الصنف من النساء في إحدى مقلاتي السابقة المرأة والعبودية ووصفي لها هناك يكفي عن الشرح هنا
كما أن الكاتبة جهلت المعنى اللغوي لكلمة فتنة وظنت كما يظن الكثير أنها تدعو للفجور والمعصية والحقيقة أنها تعني الإمتحان والإختبار ولكن ما ضاق به صدرها جعلها ترمي به بنات جلدتها وتصفهم بأبشع ما وجد من كلمات غير مدركة ان مقالها هو الخطيئة بعينها والعار الذي لا ولن نغفره لها .
سلمى القحطاني

إقرأ المزيد
المرأة.. والفتنة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://barq-org.sa/articles/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa%d9%86%d8%a9/