بداية الخلاف كان في عام ١٤٣٠هـ، أتصل بي رجل من أعز الأصدقاء عصر يوم العيد وكنت في تلك اللحظة في سيارتي واقف عند إشارة تقاطع طريق الامام مخرج 9 مع شارع خالد بن الوليد متجه إلى موعد معايدة في أحد أحياء مدينة الرياض عاصمة المحبة والسلام ، تناولت جوالي وإذا المتصل "رافع" رديت ورحبت به ثم قال: "جهز القهوة والشاهي أنا في الطريق اليك"، فرديت برد من باب المزح معه وليتني لم أمزح في يوم العيد فقلت له دور لك على مقهى تقهو فيه ماني فاضي لك أنا طالع عندي موعد قال بصوت زعلان مع السلامه...
أيقنت هنا أني جبت العيد في يوم العيد بهذا الرد على صاحبي انحرجت وعاودت الاتصال لكي أبرر له أني أمزح ورد برسالة فحوها "فضلاً لا تحاول الاتصال بي كل مابيننا أنتهى" المشكله هذا الرجل أعده من اخواني وتربطني به علاقة متينة "عشرة عمر" أيام وليالي وشهور امتدت سنين وتوطدت العلاقة مع أسرته الكريمة بعد زواجه، تعزمنا وتسامرنا وسافرنا وزرت والدته -رحمها الله- وزار والدي ووالدتي في قريتي وتعرفت أسرتي على أسرة هذا الزميل والصديق الذي يقع في منزلة عالية عندي، تخاوينا وعشنا على ضفاف الحياة في سعادة ومحبة وتعاون وكرم واخوة صادقة، ولاشك كل من يملك علاقة متينة مع إنسان يعزه ويغليه يحس بأحساسي تجاه صاحبي المتصل الذي ولى مدبرا ولم يعد منذ 12 سنة كنت اتابعه في مواقع التواصل للاطمئنان عليه وهو كذلك كان يطل من نافذة العالم الرقمي، حاولت التواصل ولكن فهمت أننا نحتاج إلى وقت لكي تهدأ النفوس، وفي يوم الأثنين 16 من نوفمبر 2020 كنت أطوف العالم الإلكتروني ووقف عند هذا الحدث وهو (اليوم الدولي للتسامح)، فتذكرت صاحبي توقفت وتركت محركات البحث وقمت بالبحث عن صديقي الذي فقدته وقمت بالاتصال على صديق ورفيق درب تربطنا علاقة ثلاثية، وكانت المفاجئة حين اخبرني بانهم على خلاف فضحكت وضحك من ضحكي وقال والله انه عزيز وغالي فقلت له ارسلي رقمه وأنا أتولى هذه المهمة لاعادة صداقتنا، ثم ارسلي رقمه وقمت بأرسال رسالة لو وصلت إلى كافر كان أسلم وبعد دقائق جائني الرد الذي أثلج صدري ومما قال لي صاحبي الذي اختلفنا معه قال يشهد الله اني افتقدكم واحس بما تحسون به ولكن لعل الله جعل في ذلك خير فكان الوقت مهم لتصفية النفوس ولله الحمد كان الخلاف بسيط ولكن قد يكون جاء في وقت غير مناسب، ثم التقينا في حديقة الشهداء ووجدنا راحه كبيره بعد هذا اللقاء وقلت له أخذت رقمك من ابوفواز وقال بينكم قطيعة فضحك وقال أطمئن سوف اتصل بأخونا ابوفواز وهو منا قريب، واليوم جاني الخبر اليوم المفرح السعيد انهم تواصلوا بالجوال و تسامحوا ولله الحمد.
ياكرام بعد هذا التسامح وجد كل منا صاحبه يتمتع بالصحة والعافية ونعمة الأمن والرزق والأولاد ونعيش في ستر وأمان وسلام في بيوتنا في أحضان بلد المحبة والسلام ، ختاماً والتسامح من أعلى القيم الاسلامية قبل أن يكون فيه يوم للتسامح، واليوم يجب أن نرجع ونراجع أنفسنا ونتسامح مع الذات نتسامح مع الوالدين والإخوان والأخوات والأبناء والبنات والجيران والأصدقاء والزملاء ونتجاوز عن الأخطاء ونتسامح مع كل من أساء أو أسأنا إليه... ويشرفني أن أفصح هنا عن أبطال التسامح في هذه القصة وهم اخواني الكرام الشاعر الأنيق رافع العمري والعداء البطل السعودي علي مانع عسيري الذي كان له الفضل بعد الله في عودة العلاقة في يوم التسامح.