يطيب ليوم الأربعاء الثالث من ربيع الآخر أن يستضيف ذكرى البيعة السادسة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله .
ومع هذه الذكرى نجدد العهد بالولاء والانتماء بالمبايعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره لملك الإنسانية والعطاء ، ملك العدل والتسامح ؛ الذي أسهم بدور في جعل المملكة قلباً نابضاً بالحيوية ، مفعم بالعطاء ،سبّاق إلى التنافسية وخطف الأضواء العالمية ..
وإذا نستجلي بوضوح تحول صورة المملكة بفرض هيبتها السيادية وهيمنتها السامية في المحافل الإقليمية الدولية وذلك بفضلٍ يعود للاستقرار السياسي ، والحكمة القيادية بتوفيقٍ من الله في قيادة المملكة ؛ممثلة بخادم الحرمين الشريفين ،وسمو ولي عهده الأمين أدام الله عزهما ..
كما يستدعينا المقام إحاطة النظر نحو التطور والنماء ؛بداية من عهد المؤسس رحمه الله وتتابع الملوك الأبناء ،وانتهاء بعهدنا الحاضر ورعاية مليكنا الآسر بحبّ شعبه الذي جسّد فيه ملامح الاحتواء لرعيته بالحبّ والتمكين ، حيث رسم للطموح آمالاً محققة ،وكتب للأحلام عهوداً عنوانها الوفاء عبر إطلاق التحول الوطني الأكبر رؤية ٢٠٣٠ ،وأعقب ذلك إصلاح الأنظمة ،ومحاربة الفساد ، وتمكين المرأة ،وتعزيز الأحوال الاقتصادية ،ورعاية إنسانية وطبية بمحاربة الكوارث المفاجئة ،وهمم تتصاعد بعزمٍ فتيّ ،و نظرة ثاقبة لنهضة شمولية داخلية عنوانها النماء والتطوير خدمة للإسلام بالاهتمام بالحرمين الشريفين ، وللمواطنين بخلق بيئة نامية وجاذبة وآمنة ؛فعينٌ على الجبهة لقمع الإرهاب ، وعينٌ على النماء تسبق ومضة الشهاب ،ويدٌ تعمل لإحياء أرض يباب ، و يدٌ تندى لجيرانها بفيضٍ سخيّ كوبل السحاب ..
وإذ يشهد التاريخ عبر صفحاته قصصاً عنوانها الاحتفاء بموروث نَجْد الأصيل، والفخر بمجد المملكة الجليل ؛فإننا نجد ملامح التطوير الأولية في مرحلة مهمة من نهضة المملكة حينما ولي الملك سلمان أميراً لقلب المملكة وحاضنة إنجازاتها (الرياض) ؛حيث احتضنت الرياض ملامح التطور لتصبح إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي على يد أميرها لأكثر من خمسة عقود .
ومن بعد التمايز داخلياً ترتقب الأعين العالمية أفلاك تدور بها نجوم سعودية ؛إذ تحقق ملامح الرؤية الوطنية بنهضة اقتصادية شاملة ،وسيادة دولية بعزم موثّق وقلب صروم ؛حتى أصبحت المملكة صانعة القرار ،وقائدة ملهمة للمجالس والمنظمات العالمية ،والقمم الاقتصادية كقمة مجموعة العشرين .
لعلنا نجدها فرصة عظيمة لتجديد الوعود وتوثيق العهود بسيّد الأمة العربية والإسلامية بشد العزم ،وإطلاق حروف المبايعة بهمة تبثها الصدور بكل حزم، لتبارك لصاحب الهمة الفارسة ،والرؤية الحادسة،والعين الحارسة، بالبيعة السادسة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،
ومقام ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله ،وجعل أنهار الرخاء تجري على أكفهما ، ودوام الأمن سلاحهما نحو الاستقرار السيادي ، ونهضة البلاد واقعاً يستجلي سداد رؤيتهما ، والاستلهام العالمي رسالتهما نحو النماء في عنان السماء..