نعاني في زمننا الحالي من ظاهرة تأجيل الميراث الشرعي لعدة سنوات وأحيانًا يصل الأمر إلى أن يموت أحد الأطراف الموجودين في قائمة حصر الورثة؛ وهذا الأمر يُعتبر مخيفًا للغاية وظاهرة تكون عواقبها وخيمة.
وهنا أحزن كل الحزن عندما أقول ظاهرة وليس أمرًا نادرًا الحصول، ففي زمنٍ بعيد كانت المرأة لا تأخذ ورثها أبدًا وإن طالبت بهِ، فقد تكون ارتكبت ذنبًا كبيرًا يكاد لا يُغتفر لها.
وإن تم توزيع الورث وأخذت المرأة نصيبها فتُحرم من الورث العيني من أرض أو منزل أو أي أمر آخر، وتأخذ مكانه مبلغًا مالي بسيط فقط لكي لا تشارك الذكور في الورث العيني.
والبعض أصبح بعيدًا كل البعد عن ما ورد في السنة والقرآن عندما يقوم بتوزيع التركة بين مستحقيها ولا يجعل للجهات المختصة التوزيع بما يرضي الله سبحانه وتعالى وهنا يتم سكوت الإناث عن حقهم لكي لا يتصادموا مع إخوانهم، ويبقى الترابط بينهم.
ولكن هل الأخ يعي هذه النقطة بأنه أجبر أحد الورثة على شيء لا يريده ولكن ما جعله يرضى بهذه القسمة هو بقاء الود بينهم البين وليس الرضى الكامل في هذا الأمر.
وقال الله عز وجل: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ [النساء:7].
ونحن في هذا البلد والحمد لله ننعم بحفظ الحقوق وبلادنا ولله الحمد تحفظ حقوق الفرد بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأخيرًا أقول إننا في هذه الدنيا راحلون؛ فلماذا نرحل منها وفِي رقابنا ما ليس لنا فمن خاف الله اتبع قوله والله المستعان؟