في صيف 1427هـ ـ 2007م كنت منتدباً للعاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في ندوة بعنوان "القيادة وإدارة التغيير " اقامتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية وكان من حسن حظي ان شاركني في الندوة الزميل ورفيق الدرب الأستاذ أحمد بن محمد العسكري امين عام المحكمة الإدارية بأبها سابقاً لكن فوجئنا عند ذهابنا لمكتب الخطوط السعودية بأبها لقصّ بطاقات الصعود للطائرة من ابها الى جدة مساءً ومن جدة للقاهرة صباح اليوم الثاني فوجئنا بإلغاء حجز الزميل العسكري وحاولنا جاهدين اعادة الحجز ولم نستطع ذلك واخيراً قال لنا أحد موظفي المكتب نستطيع تدبير رحلة من أبها إلى جدة هذا المساء ومن جده دبّر حالك ووافق الزميل العسكري على ذلك وسافر قبلي لجده وحين راجع أحد المسئولين في مطار الملك عبد العزيز الدولي لمعالجة مشكلة الحجز من جدة للقاهرة قال له هل ترغب السفر للقاهرة قال نعم قال اذهب الان الى اقرب كونتر وعدّل تذكرة السفر وقص بطاقة الصعود للطائرة فوراً حيث يوجد رحلة بعد ساعة متجهة إلى القاهرة تستطيع السفر عليها وتم له ذلك ووصل القاهرة واستأجر شقة قريبة من فندق " شيراتون القاهرة " مقر الندوة ولحقت به اليوم الثاني وكان الخير في ذلك " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " المهم بدأت الندوة واستمرت لمدة خمسة أيام متتالية وكان يدير الندوة من بدايتها الأستاذ الدكتور مهاب حامد مطر احد المتخصصين في الإدارة العامة .
تناول من خلال عدة محاضرات المتغيرات الإدارية في ظل التقدم العلمي وتوفر وسائل الاتصالات الحديثة وسرعة تبادل المعلومات واهمية مواكبة هذه التغيرات وضرورة تطوير العمل الإداري سواءاً في القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص فلم يعد موظف اليوم كموظف الأمس ولم تعد الخدمات التي تقدمها المنظمات الحكومية او الاهلية بالأمس تتناسب مع الخدمات المطلوبة اليوم .
ثم قسَّم الموظفين في العصر الحاضر الى ثلاث فئات او ثلاثة أنواع حسب الاعمار وذلك على النحو التالي :
أـ فئة الاوغاد : ـ وإن كنت متحفظاً على هذه التسمية ـ وهم جيل الشباب ممن تتراوح أعمارهم من (25) الى (35) سنه تقريباً هؤلاء متشابهون في الثقافة والفكر وحتى في الزّي يهتمون بمصالحهم الشخصية إذا وجد أحدهم فرصة عمل أفضل لدى جهة أخرى ترك المنظمة التي يعمل بها دون تردد وربما لا يودع رئيسه وزملائه يقف أمام رئيسه يخاطبه مخاطبة الندّ للندّ وربما جلس على زاوية مكتب الرئيس أثناء النقاش ولا يهتم بالعلاقات الاجتماعية أو مناسبات الزملاء في الافراح والاتراح .
ب ـ الفئة الثانية : القنابل الموقوته وهم في الغالب ممن تتراوح أعمارهم من (35 الى 45) سنه وربما (50) سنة هؤلاء يشكلون خلايا وأحزاب داخل المنظمة ويحاولون استقطاب الموظفين الجدد الى صفوفهم وقد يحيكون المؤامرات ضد رئيسهم ويوقعونه في أخطاء من حيث لا يشعر .
ج ـ التقليديون : ممن تتراوح أعمارهم من (50) الى (60) سنة هؤلاء يحاربون التجديد ولا يؤمنون بمبدأ التغيير ولا يسعون الى التطوير متمسكون بالروتين شعارهم دائماً " ليس في الإمكان افضل مما كان " فهم يشكلون عبئاً على منظماتهم وقد يستفاد منهم كمستشارين وخبراء أما القيادة فتحتاج إلى كفاءات شابة .
وحين عدت للمملكة وباشرت عملي توافد الزملاء على مكتبي للترحيب بي والتهنئة بسلامة الوصول ثم سألني أحدهم ماذا استفدت من الدورة ؟ قلت لهم ـ ممازحاً ـ اكتشفت من خلال هذه الدورة انكم ثلاث فئات فلان وفلان وفلان .....الخ من الفئة الأولى " فئة الشباب " اما فلان وفلان وفلان ....الخ فهم القنابل الموقوتة فلنحذر منهم أما أنا وفلان وفلان فنحن متمسكون بالماضي و متشبثون بالروتين اعانكم الله علينا .
ذكريات موظف (41) .. ” أنواع الموظفين “
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://barq-org.sa/articles/%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%88%d8%b8%d9%81-41-%d8%a3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b8%d9%81%d9%8a%d9%86/