من واقع الخبرة والتجربة أوصي كل موظف وموظفة في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص وأنصحهم بأن يلتزموا طيلة حياتهم الوظيفية بالمبادئ الآتي بيانها :
أولاً : مراقبة الله جل وعلا والخوف منه سبحانه وتعالى وأن يعتقد كل موظف في قرارة نفسه أنه أجير ومؤتمن على العمل المسند إليه وأن الوظيفة التي يشغلها والراتب الذي يتقاضاه وغير ذلك من المكافآت والبدلات إنما هو أجر مقابل العمل الذي يؤديه وأن الله تعالى رقيب على أعماله مطلع على أسراره عالم بخفايا الأمور فليحرص كل موظف على أن يكون ما يتقاضاه مقابل العمل حلالاً طيباً وان لا يكون سحتاً وحراماً.
ثانياً : أن يلتزم بالصدق والوضوح والشفافية مع رؤسائه ومرؤوسيه وزملائه في العمل ومع الجمهور وأن لا يحاول التخلص من المسئولية أو إلقاء اللوم على غيره إن وقع منه خطأ أو تقصير فجميع البشر خطاءون وخير الخطائين التوابون.
ثالثاً : انصح كل رئيس قسم أو مدير إدارة أو مدير عام أو غيرهم ممن يتولون وظائف إشرافية بأن تكون علاقتهم مع مرؤسيهم مبنية على الود والتفاهم والاحترام المتبادل ومراعاة مشاعرهم ودعمهم مادياً ومعنوياً وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة فيما بينهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم والقرب منهم لأن ذلك سوف يرفع من معنوياتهم ويبعث فيهم روح الولاء للجهة التي يعملون بها أما أسلوب التعالي والغرور ووضع الحواجز بين الرئيس والمرؤوسين واستخدام أسلوب الملاحقة والمساءلة والعقاب والتهديد على كل صغيرة وكبيرة فإن ذلك سيؤدي إلى قتل المواهب والقضاء على الإبداع وتدني الإنتاج وعدم الشعور بالمسئولية وانتشار الفوضى وانعكاس ذلك على خدمات الإدارة التي تقدمها للجمهور .
رابعاً : احترام المراجعين وتقديم الخدمة لهم بروح طيبة ونفس رضيه وانجاز معاملاتهم أولاً بأول والتفاهم معهم بروح الأخوة والبعد عن التعالي عليهم ومراعاة مستوياتهم ففيهم المثقف والمتعلم وفيهم الأمي والجاهل وفيهم كبير السن وكل منهم يحتاج إلى التعامل معه بالأسلوب الذي يليق به ويتناسب مع حالته .
خامساً : على كل موظف أن ينجز ما لديه من أعمال أولاً بأول وأن لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد فقد تتراكم لديه قضايا الناس ومعاملاتهم وقد تواجهه بعض الظروف والمشاغل فيؤدي ذلك إلى عدم إنجاز ما لديه من أعمال وبالتالي يصبح عرضة للمساءلة والعقاب وأقلها دعاء الناس عليه وقد تصيبه دعوة مستجابة من بعض الناس .
سادساً : انصح كل موظف بأن يستفيد ممن سبقوه في الجهاز الذي يعمل به وإن يستشيرهم فيما يعترضه من صعوبات مهما كانت مراتبهم وأن لا يستنكف عن ذلك بأي حال من الأحوال خصوصاً الموظف الذي يحمل مؤهلات عليا فقد يظن انه بمجرد حصوله على المؤهل أصبح عالماً بكل شيء فيخطئ ولا يشعر بخطئه ولو استفاد ممن لديهم خبرات متراكمة على مدى سنوات مضت لنجح وأفلح في عمله وسلم من الوقوع في الأخطاء وكما يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله انه قال " العلم يضيع بين الكبر والحياء " فعلى الموظف أن لا تستبد به مشاعر الكبرياء أو يسيطر عليه الحياء أيضاً فيعرض عن الاستفادة ممن هم أكثر منه خبرة وتجربة .
سابعاً : أنصح كل موظف أن يطلع على جميع الأنظمة والتعليمات ذات الصلة بعمله وأن يحتفظ لديه بصورة منها للرجوع إليها بين حين وآخر حتى تكون الإجراءات التي يتخذها أو الآراء التي يدلي بها وفقاً للأنظمة والتعليمات وأن لا يعتمد على الاجتهاد الشخصي فقد يقع في أخطاء جسيمة ولا مجال للاجتهاد مع وجود النص إننا نلمس تفشي الأمية الإدارية بين كثير من موظفي الجهات الحكومية وهذا نتيجة عدم إلمامهم وإحاطتهم بالتعليمات والأنظمة التي تحكم أداء الجهاز الحكومي الذي يعملون به أو نتيجة حجب هذه التعليمات عنهم وإحاطتها بسياج من السرية والكتمان .
ثامناً : أهمس في أذن كل موظف جديد عندما يلتحق بالوظيفة العامة ويباشر عمله في القطاع الذي قـُدِّر له أن يعمل فيه خصوصاً القطاعات الكبيرة التي تشمل أعداداً من الموظفين وتتكون من عدد من الإدارات والأقسام بان يبتعد وينأى بنفسه عن الحزبية والشللية التي لا يخلو منها جهاز من الأجهزة سواءاً القطاع العام أو القطاع الخاص فسيجد هذا الموظف أمامه مجموعة من الموظفين يشكلون أحزاباً وخلايا داخل الإدارة يثنون على فلان وينشرون محاسنه ويشتمون فلاناً ويغتابونه ويكيلون له الاتهامات ويصفونه بأسوأ الأوصاف وحينما يرون الموظف الجديد يحاولون بكل وسيلة ضمه إلى صفوفهم فلتحذر أيها الموظف الجديد من هؤلاء وكن على علاقة طيبة مع رئيسك ومرؤوسيك وزملائك في العمل ومراجعيك دون تحيز أو تعصب بغيض .