وأنا عائد من منطق3ة جازان إثر انتدابي في مهمة عمل وكان الوقت صيفاً والحرارة مرتفعة وبعد خروجي من مدينة بيش وقت أذان الظهر تقريباً شاهدت شخصاً واقفاً على الطريق يؤشر لأصحاب السيارات فرثيت لحاله وقلت في نفسي لعلي اكسب أجراً واصطحبه معي في السيارة، فتوقفت وركب بجواري وتأكدت من هويته الوطنية ثم واصلت سيري.
وبعد أن قطعت مسافة قصيرة باتجاه محافظة الدرب أخذ يهذي بكلام غير مرتب يبكي حيناً ويغني حيناً آخر ثم وضع رجليه على طبلون السيارة واسترسل يهذي بعبارات لا تصدر من ذي عقل فأدركت أنه مجنون اسأل الله السلامة له ولأمثاله وعند وصولنا لنقطة التفتيش قبل مثلث الدرب كان هناك مطبات اصطناعية يضطر السائق معها إلى التمهل.
وكان أحد رجال الأمن واقفاً على جانب الطريق فأنزل مرافقي زجاج السيارة واخذ يسب ويشتم رجل الأمن وجميع من في المركز ووجه لهم عبارات قاسية وقال أنتم ما تخافون الله ولا تستاهلون الوظيفة ونحو ذلك من عبارات السب والشتم فابتسم رجل الأمن وقال له ماذا عملنا فقال ألا ترى علم الدولة الذي يحمل كلمة ل إله إلا الله محمد رسول الله أصبح ممزقاً لماذا لا تستبدلونه وأشار لي رجل الامن بمواصلة السير.
وأنزلت مرافقي بجوار أحد المطاعم وواصلت سيري إلى أبها وبعد بضعة أيام عدة لمنطقة جازان في مهمة أخرى وعند مروري بنقطة التفتيش شاهدت العلم وقد استبدل بعلم جديد ومن النوع الجيَّد فقلت في نفسي جزى الله مرافقي خيراً لأسهم في معالجة الموضوع وتذكرت وقتها مقولة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله تعالى "أن المواطن هو رجل الأمن الأول".