يمتاز أهالي بيشه ـ احدى محافظات منطقة عسير ـ بالكرم الحاتمي مع من يعرفونه ومن لا يعرفونه في بداية عملي الوظيفي بهيئة الرقابة والتحقيق انتدبت في صيف 1398هـ في مهمة رسمية لمحافظة بيشة ولم يكن طريق الاسفلت قد تم فتحه فسافرت في الطائرة وكنت احمل هم قضاء عشرة أيام ـ مدة المهمة ـ اين اسكن؟ كيف أتنقل ؟ كيف اؤدي مهمتي ؟ وعند وصولي لمطار بيشة شاهدت أحد أساتذتي في المعهد العلمي بأبها سابقاً الأستاذ صالح العييري الذي انتقلت خدماته للمعهد العلمي في بيشة ثم لإدارة التعليم مديراً لأحدى المدارس الثانوية فسلمت عليه وعرفته بنفسي وقلت انا فلان الفلاني احد طلابك في أبها فرحب بي واركبني معه في سيارته واثناء الطريق سألني اين تريد ؟ قلت اريد الذهاب للامارة وكان الوقت بعد العصر وحين وصلنا مبنى الامارة ـ وسط بيشه ـ التقينا وكيل الامارة الأستاذ مساعد بن سعود التمامي في جلسة مفتوحة بعد العصر وكان والده سعود التمامي رحمه الله امير بيشه وقتها ورحب بي وشرحت له مهمتي فأمر بإسكاني في مبنى خاص بضيوف الإمارة فانحلت امامي اول عَقَبة كنت أخشاها وفي اليوم الثاني زرت أخي وزميلي في الدراسة الجامعية الشيخ ظافر بن محمد القرني وكان وقتها قاضياً مبتدئاً في محكمة بيشة ثم رئيساَ للمحكمة فيما بعد ثم عضواً في مجلس القضاء الأعلى فقدم لي دعوة لتناول وجبة غداء او عشاء فاعتذرت منه فقال إذن القهوة بعد العصر في منزلي فوافقت له على ذلك وفوجئت بأن القهوة المعدة لي عبارة عن ذبيحة كاملة ثم دعيت للفطور مع عدد من المنتدبين عند أحد المواطنين في مزرعته واذا بالفطور عدد من الذبائح وهكذا ما أن ننتهي من شخص حتى نتلقى الدعوة من آخر حتى انقضت المهمة وتمنيت لو كانت أطول ومع مرور الزمن ازدادت معرفتي بأهل بيشه وربطتني علاقات قوية مع عدد من رموزها ومنهم محافظ بيشة السابق الأستاذ حسين بن عبد الله آل زلفة الذي كان يسهل مهمتنا ويساعدنا في كل ما نحتاجه ومدير التعليم سابقاً الأستاذ سياف بن عامر آل خشيل الذي كان يستضيفنا في منزله العامر ويقوم بإسكاننا أنا ومن يفد الى بيشة في بيت الطالب لعدم وجود فنادق مناسبة ذلك الحين مدة مهمتنا والحديث عن بيشه وأهلها وكرمهم يطول فهي حقاً بيشه النخل وموطن الكرماء .