وصف الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه وأدبه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
هنالك روعة للجمال الأخلاقي الإنساني، الذي هو جمال السلوك، وجمال القبول، وجمال الإنسانية مع الإنسان الآخر، وجمال العلاقات مع الآخرين، كما أن مكارم الأخلاق أو حسن الخلق صفة من صفات الأنبياء والصالحين، بها ننال الأجر والدرجات وبها ترتفع المقامات..
جاء الإسلام بجماليات في السلوك والأخلاق الحسنة، وهي في حد ذاتها طاعة للرحمن وعقيدة للسلام، بل هي الدين الإسلامي بمفهومه الصحيح الكامل..
إن الأخلاق هي الدرع الواقي للدين الإسلامي، كما أن المبادئ والقيم تتدخل في جميع جوانب الحياة بنشاطاتها والسلوك الشخصي والاجتماعي.. وقد بعث رسول الله ليكمل الأخلاق ويتممها، فقد قال عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته، وعن إرادته في أن يتمم حسن الخلق في نفوس أمته والناس أجمعين، ويرشد البشرية على تمثيل إسلامهم على هذا النهج الإسلامي.
إن الوصايا الإسلامية تأمر بسلامة الصدر وحُب الناس بالتبسم وطيب الكلام وأن تخرج هذه الأفعال عن قلب صادق، لا عن قلب كاره.
كما أن الإنسانية في (جمال الروح) كون الإنسان عطوفاً رقيقاً كنسيم ناعم وطيب، وليس للمسلمين ولا للناس فقط بل للكائنات الحية جميعها..
إن حسن الخلق هو المعنى الذي تبحث عنه البشرية كثيرا، وتطلعت إليه منذ ظهور الفلاسفة القديم، واكتفى العالم الآن أن يسمي هذا المعنى بـ "الإنسانية".
الأخلاق هي التي تعطي الحياة الجمال بالتعامل مع الناس بالرحمة والخير..
وهذا هو المقصد الذي جاء به الإسلام بهذا التوجيه وبهذه التربية..
إن التواضع يزيد الإنسانية جمالا، جمالا يعبر عنه القلب.. وقال العلماء قديماً: (الحسن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسيء الخلق الناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء)..
أخلاقنا الحسنة تكون نابعة من أعماقنا لتتضح في ابتساماتنا، وفي بذلنا للمعروف، وكفاية الأذى عن الناس، ودفاعنا عن الحق والتسامح مع الآخرين..
فنحن بهذه الأخلاق نعبر طريق من طرق أبواب الجنة.