تحرص الجماهير دومًا على الاطلاع على آخر المستجدات من حولها مما يجعلها تسعى للبحث عن المعلومة، وتزداد بطبيعة الحال نسب التعرض والاستهلاك لوسائل الإعلام خصوصًا في الأزمات، مما يسهم في رفع مستوى اعتماد الجماهير على وسائل الإعلام سعيًا في الحصول على المعلومة وعن الشرح والتفسير، وهذا ما تؤكده نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي والتي ترى أن لوسائل الإعلام علاقة بالأفراد والمجتمعات، وقد تكون هذه العلاقة متغيرة أو منتظمة، مباشرة أو غير مباشرة، قوية أو ضعيفة.
ولجائحة كورونا تأثيرات كثيرة وكبيرة على كافة الأصعدة، من أبرزها إعادة الواجهة والقيادة لوسائل الإعلام التقليدية ويتضح ذلك من خلال ارتفاع نسب مشاهدة التلفاز، فبحسب مؤسسة “ميديا متري” المتخصصة في قياس الجمهور ودراسة استخدامات الوسائط السمعية والبصرية والرقمية في فرنسا، فإن الفرنسيين يقضون 4 ساعات و42 دقيقة يوميًا أمام التلفاز أي ما يعادل ساعة إضافية مقارنة بالوقت العادي، وغيرت أزمة فيروس كورونا من سلوك 47.8 مليون فرنسي الذين كانوا أمام شاشات التلفاز، وكما أن هناك حوالي 20 مليون من الفرنسيين يتجمعون يوميًا أمام شاشة التلفاز لمتابعة نشرة أخبار الثامنة على قناة TF1.
وجذبت المؤتمرات الصحفية اليومية التي تعقدها وزارة الصحة عبر متحدثها الرسمي مواطني ومقيمي المملكة لمتابعتها أو تناقل مقتطفات منها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا تأكيد على أن وسائل الإعلام التقليدية لم تضمحل كما يقول البعض، بل مستمرة كقوة مؤثرة موثوقة لاستقاء المعلومة ليس بالضروري أن تكون المصدر الأول، فقد تكون وسائل الإعلام الإلكترونية هي المصدر الأول لفئات عديدة من الجماهير، لكن تأكيد تلك المعلومات والأخبار يتم عبر الاعتماد على الإعلام التقليدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.