كنت أنا والزميل قالط الشمراني عضو هيئة الرقابة والتحقيق ومدير عام فرع منطقة عسير فيما بعد إلى أن أحيل على التقاعد كنا منتدبين في منطقة نجران وبعد العصر اتجهنا لمنطقة الأخدود لمشاهدة تلك الآثار العجيبة التي تزخر بها والتي تدل على حضارة قديمة وقدرات فائقة في إقامة عدد من المباني بأحجار ضخمة ووضع عدد من النقوش والصور المتقنة.
ولم يكن الموقع مسوَّراً بل كان عبارة عن أرض فضاء منبسطة ومفتوحة تتخللها تلك الآثار وقد التقطنا بعض الصور بواسطة كاميرا كانت بحوزة الزميل قالط.
وعندما هممنا بمغادرة الموقع جاء أحد الأشخاص ونادى علينا بأعلى صوته وقفوا يا عيال هات الكاميرا ليش تصورون أين التصريح لزيارة الموقع ؟
عرفنا حينئذٍ أنه حارس للموقع يقارب الستين عاماً من العمر فسلمنا عليه واعتذرنا له وقلنا نحن ضيوف على منطقة نجران ولم نعلم أنه يشترط وجود تصريح لزيارة الموقع وسامحنا إن كنا قد أخطأنا.
فأعاد الترحيب بنا واعتذر إلينا وقال حياكم الله أبداً مسموحين ما دامكم ضيوف وحياكم الله للعشاء عندي الليلة فشكرنا له صنيعه واعتذرنا عن قبول دعوته وبعد مغادرتنا وقبل وصولنا للسيارة نادانا قائلاً يا عيال يا عيال سلموا لي على الملوك اللي وراكم أدركت حينئذٍ أنه هو وأمثاله من كبار السن يتمتعون بكرم حاتمي وأصالة عربية وولاء صادق ومخلص للقيادة الرشيدة .