كان أحد الأشخاص مطلوباً للحضور لدى فرع هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة عسير للتحقيق معه وسماع أقواله في شبهة تزوير منسوبة إليه وتمت الكتابة لشرطة المحافظة التي يقيم فيها أكثر من مرة لكنه لم يحضر في المواعيد المحددة له فتمت الكتابة لمحافظة البلدة وكان مسمى وظيفة المحافظ "أمير" قبل صدور نظام المناطق وتحويل فروع الإمارة إلى محافظات ومراكز وتمت الإشارة إلى أنه طُلب عن طريق الشرطة عدة مرات ولكنه لم يحضر فقام أمير البلدة بتوجيه خطاب قوي للشرطة بضرورة البحث عنه وإحضاره للهيئة وفي بداية الدوام الرسمي فوجئت بالشخص المطلوب قد احضر مخفوراً عن طريق شرطة منطقة عسير وسلمني الخفير المرافق له الرجل مع خطاب من شرطة المنطقة وبعض المرفقات فاستلمت الخطاب مع مرفقاته دون قراءتها جيداً ووقعت في سجل تسليم المعاملات وانصرف الخفير وبقى الشخص المطلوب وقمت بفتح محضر التحقيق ومناقشته وفي النهاية أخذت توقيعه على إجاباته وتظاهر بالبساطة والضعف وشكرني على حسن تعاملي معه وابدى استعداده بالحضور عند الطلب وانصرف.
وقبل نهاية الدوام الرسمي ورد اتصال لمكتب مدير الفرع الشيخ محمد بن عبد العزيز الثميري - رحمه الله - من الشرطة يسألون فيه عن الشخص ويطلبون إعادته لهم وحينئذٍ سألني مدير الفرع أين فلان الفلاني المسلَّم لك صباحاً عن طريق الشرطة قلت انتهى موضوعه وانصرف في حدود الساعة العاشرة قال إن الشرطة يطلبون إعادته لهم فكانت مفاجأة لي وعدت إلى الأوراق الواردة من الشرطة وقرأتها جيداً وإذا بالخطاب الموجه للهيئة لم يتضمن طلب إعادته ولم يتضمن عبارة تدل على ذلك وحين راجعت المرفقات تبين لي أنه موقوف لدى شرطة المحافظة في قضية أخرى وتم بعثه لشرطة منطقة عسير لتسليمه للهيئة للتحقيق معه ومن ثم إعادته لهم وقد قضى ليلة كاملة لدى شرطة عسير.
فكتبنا خطاباً للشرطة أنه انصرف بعد التحقيق معه وأن خطابهم لم يتضمن إعادته أو الإشارة بأنه مطلوب في قضية أخرى أو نحو ذلك وتم إرفاق صورة من خطاب الشرطة كدليل إثبات على ذلك وانتهى الموضوع عند هذا الحد وقد أدركت حينئذٍ خطأي حين لم اقرأ الأوراق جيداً وكان المفروض بقاء الخفير معه حتى ينتهي التحقيق ومن ثم إعادته مع خفيره بخطاب آخر.
ولذلك أنصح كل موظف بأن يقرأ ما يحال إليه من قضايا ومعاملات قراءة جيدة قبل اتخاذ أي إجراء آخر .