رحم الله معالي الشيخ محمد بن عبد الله النافع رئيس هيئة الرقابة والتحقيق للفترة من 1416 الى 1428هـ حيث دأب معاليه على عقد اجتماع سنوي لكبار المسئولين بالهيئة من وكلاء ومديري عموم ومديري فروع لتبادل وجهات النظر وبحث العديد من الموضوعات ذات الصلة بعمل الهيئة.
وتقرر عقد الاجتماع السنوي في شهر جمادى الأولى عام 1420هـ بمدينة أبها وكان المطلوب منا في فرع عسير تهيئة مقرات السكن والاجتماع وإعداد برنامج العمل ...الخ.
وتم تشكيل عدة لجان لجنة للسكن ولجنة للاستقبال ولجنة للضيافة ولجنة للمشتروات إلى غير ذلك وبذل الزملاء في الفرع جهوداً يشكرون عليها وكان الاجتماع ناجحاً ومميزاً بشهادة معالي الرئيس وعددًا من المسئولين بالهيئة.
وعند ختام الزيارة كنت وعدد من الزملاء في توديعهم بالمطار وأقيمت صلاة المغرب وصلينا المغرب جميعاً يتقدمنا سعادة وكيل الهيئة لشئون التحقيق الدكتور سعد بن عبد العزيز بن كليب - رحمه الله - وبعد صلاة المغرب أقيمت صلاة العشاء وصلَّى الضيوف صلاة العشاء قصراً.
وبعد الصلاة قلت لمعالي الرئيس ومرافقيه ممازحاً ما شاء الله عليكم ساكنين في فندق خمس نجوم وتتقاضون بدل انتداب وتصلون ركعتين ونحن موظفو الفرع لا انتداب ولا فندق وشغالين (24) ساعة ونصلي أربع ركعات فضحك الجميع ثم همس معاليه في أذن مدير عام مكتبه ذو الخلق الرفيع الأستاذ محمد بن محمد البكر بكلام لم أسمعه.
وعند نهوضهم للتوجه للطائرة قال لي الأستاذ محمد البكر اكتب لمعالي الرئيس خطاباً بأسماء موظفي الفرع الذين شاركوا في الاستقبال وبذلوا جهوداً لإنجاح الاجتماع ليمنحهم مكافأة نظير جهودهم فكتبت خطاباً بجميع موظفي الفرع بما فيهم المستخدمون والعمال وكان عددهم (24) شخصاً تقريباً وعند وصول الخطاب أحاله معاليه لأحد المسؤولين عن صرف المكافأة فاتصل بي ذلك المسئول وعاتبني على كثرة العدد والأسماء وقال اختصر العدد إلى ستة أو سبعة أشخاص من الذين بذلوا جهوداً مميزة قلت له ألستم تقولون أن الاجتماع كان ناجحاً ومميزاً ؟ قال نعم قلت لو لم نكلف جميع الزملاء ونشكل عدداً من اللجان لما تحقق ذلك النجاح لن استبعد واحداً منهم سواءاً أعطوا المكافأة أم لم يعطوا.
فعرض الموضوع لمعالي الرئيس فأمر معاليه بمبلغ مقطوع للجميع وتم توزيعه عليهم وكان أثره المعنوي كبيراً في نفوسهم وشكروا لمعاليه - رحمه الله - تلك المبادرة الكريمة .