من نعم الله عليَّ وما أكثرها ومن خلال حياتي الوظيفية وتنقلي في أكثر مدن ومحافظات المناطق الجنوبية تعرفت على عدد من رموز المجتمع من المسؤولين والأدباء والمثقفين وشيوخ القبائل وفي هذا المقال سأقتصر على ذكر عدد من هؤلاء في منطقة جازان فقط.
ومن هؤلاء سعادة الأستاذ عبدالعزيز بن علي الهويدي وكيل إمارة منطقة جازان لشؤون الحقوق سابقاً عرفته من خلال عمله في إمارة المنطقة كان متواضعاً لَبِقاً خلوقاً متمكناً من عمله حريصاً كل الحرص على إنجاز قضايا المواطنين ومعاملاتهم محيطاً بالأنظمة والتعليمات فضلاً عن ذلك فهو أديب لبيب ومثقف بارز وعضو في نادي جازان الأدبي.
ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الدريبي مدير عام فرع وزارة العدل بجازان وأمين عام جمعية البر الخيرية وعضو مجلس المنطقة سابقاً يتمتع بثقافة واسعة وخلق فاضل شاركته في احدى اللجان فكان من خيرة من عرفت من المسؤولين.
ومن هؤلاء الأستاذ محمد حيدر منصور الشيخ مدير إدارة العلاقات والإعلام بالإمارة سابقاً نِعْم الرجل كان مثالاً للموظف المخلص لبقاً خدوماً مع من يعرف ومن لا يعرف من خلال عمله في إدارة العلاقات فضلاً عن ذلك فهو اعلامي بارز له مشاركات جيدة من خلال البرامج الاذاعية والمشاركات الصحفية.
ومنهم الشاعر الكبير الذي يعتبر من أبرز شعراء الوطن العربي الأستاذ محمد بن علي السنوسي التقيته في نادي جازان الأدبي عدة مرات وأهداني عدداً من دواوينه الشعرية "القلائد" و"الأغاريد" و"الينابيع" توفي رحمه الله عام 1407هـ.
ومن هؤلاء الأديب والروائي وأول من ساهم في فن القصة السعودية الأستاذ محمد زارع عقيل رحمه الله التقيته أكثر من مرة حين كان موظفاً في إمارة منطقة جازان وقبل إحالته للتقاعد وأهداني عدداً من مؤلفاته القصصية ومنها "أمير الحب" و"ليلة في الظلام" وقد توفى رحمه الله عام 1408هـ.
ولن أنسى الأديب والمؤرخ والشاعر الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي - رحمه الله - صاحب المؤلفات الشهيرة عن منطقة جازان ومنها تاريخ المخلاف السليماني ويقع في مجلدين وقد أهداني عدداً من مؤلفاته القيّمة توفي رحمه الله سنة 1423هـ.
ومن هؤلاء الأصدقاء ابن جزيرة فرسان البار وأديبها وشاعرها الأستاذ إبراهيم عبد الله مفتاح الذي وثق تاريخ جزيرة فرسان وعاداتها وتقاليدها وتاريخها في كتاب جميل أهداني نسخة منه بعنوان "فرسان الناس والبحر والتاريخ".
ومن المسؤولين البارزين الذين يستحقون الذكر والإشادة بجهودهم الأستاذ صالح العيد الذي كان أميراً لعدد من مراكز الإماره قبل تحويل مسماها إلى محافظات، آخر مرة التقيته ـ رحمه الله ـ في محافظة أبو عريش حين كنت أرغب إحضار بعض المطلوبين فوصلت مبكراً لمبنى المحافظة في حدود الساعة السابعة والنصف وقد فوجئت بأنه متواجد على مكتبه فقلت له كنت أظنك ستأتي متأخراً بعض الوقت قال إنني أسمع نشرة أخبار الساعة السابعة صباحاً يومياً من هذا الراديو وأشار لجهاز راديو على مكتبه -رحمه الله- فقد كان موظفاً مثالياً ومسؤولاً مخلصاً وإدارياً ناجحاً.