مرض كورونا الذي فاجأ العالم أجمع هذه الأيام ليس شرًا مستطيرًا بل يحمل في ثناياه العديد من الإيجابيات والفوائد وصدق الله؛ إذ يقول "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم" وقوله تعالى "فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا" لقد تعلمت من كورونا الشيء الكثير هذه الأيام.
علمتني كورونا أن الله قادر على كل شيء وأنه جل وعلا لن يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فهذا الفايروس الذي لا يرى بالعين المجردة استطاع أن يعبر القارات وأن يتجاوز المحيطات وأن يصل إلى كل بلد في العالم لم تستطع الصواريخ العابرة للقارات ولا القنابل العنقودية ولا أسلحة الدمار الشامل أن توقفه أو تحد من انتشاره في أي بلد في العالم.
تعلمت من كورونا أهمية النظافة التي جاء بها الإسلام قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان حين نزل قول الله تعالى "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" تعلمت أهمية الوضوء وغسل الأطراف والمضمضة والاستنشاق ومسح الرأس والاذنين وتخليل ما بين الأصابع خمس مرات في اليوم والليلة تذكرت نهيه صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الإناء والنفخ في القربة والشرب من في السقاء وتغطية الفم عند العطاس وحمد الله تعالى بعده.
علمتني كورونا أهمية صلاة الجماعة في الإسلام التي تؤدى في المساجد عرفت أهميتها حين افتقدت جيراني في الحي لم أعد التقي بهم كما كنا من قبل ولم أعد أسلم عليهم وأتحدث معهم وأطمئن عليهم إلا من خلال رسائل الجوال.
علمتني كورونا أهمية صلاة الجمعة ذلك العيد الأسبوعي حيث يغتسل المسلم ويلبس أجمل ثيابه ويتطيب إن تيسر له ذلك ثم يذهب إلى أحد الجوامع فيصلي ما كتب له ثم يصعد الخطيب على المنبر فيلقي الخطبة الأسبوعية والتي من المفترض أن تتناول قضية من قضايا المجتمع ثم تؤدي صلاة الجمعة ركعتين جهريتين.
علمتني كورونا أهمية اجتماع الأسرة تحت سقف واحد وتناولهم وجبة طعام من إعدادهم في المنزل والتوقف عن الأكل من المطاعم وأماكن الوجبات السريعة.
علمتني كورونا أهمية الإختصار في المناسبات والبعد عن الإسراف والتبذير وتوافد الناس من كل حدب وصوب في مناسبة كان من المفترض أن تقتصر على الأسرة ذاتها سواءً كانت مناسبة زواج أو حفل تخرج أو عزاء أو نحو ذلك.
وأخيرًا علمتني كورونا وذكرتني حرص قيادتنا الرشيدة على صحة المواطن والمقيم على أراضيها وتسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية للحيلولة دون انتشار هذا الوباء بل ومتابعتها لمن يقيمون في الخارج هذه الأيام حين أصبحت سفارات المملكة في حالة استنفار وقامت باستئجار فنادق الخمس نجوم لمن يقيمون في أي بلد من بلدان العالم حرصًا على راحتهم ورعايتهم وتسهيل عودتهم بإذن الله سالمين لوطنهم.
نسأل الله تعالى أن يرفع عنا وعن جميع المسلمين والعالم أجمع الغُمَّة وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يوفق ولاة امرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين لما فيه صلاح البلاد والعباد.