في بداية عملي بالهيئة عام 1397هـ كلفت بمهمة في منطقة نجران يشاركني الزميلان بالهيئة الأستاذ أحمد بن علي الزهراني والأستاذ عبد الرحمن بن صالح الزغيبي وكانت مهمتنا تتعلق بالتفتيش على الدور الحكومية المستأجرة من حيث صلاحيتها ومناسبتها للغرض المستأجرة من أجله وعدم وجود خطورة على مرتاديها مع التركيز على المدارس البنين والبنات.
والتقينا ولأول مرة مدير التعليم بمنطقة نجران ذلك الحين الأستاذ عبد العزيز بن أحمد العياضي وكان مسمى الإدارة " مكتب الإشراف " قبل أن تتحول إلى إدارة للتعليم وبعد أن شرحنا له مهمتنا وطلبنا تزويدنا ببيان بالمدارس ومواقعها ...إلخ تم تزويدنا بالبيانات اللازمة مع الخرائط التوضيحية خلال دقائق حيث كانت جاهزة من السابق وأثناء جلوسنا عنده دخل عليه أحد الأعراب من سكان البادية وتحدث معه عن المدرسة التي أنشئت حديثاً مستنكراً أن تكون في صنادق وأنها لا تليق بالطلاب وبعد أن أنهى حديثه سأله مدير التعليم ألستم بادية تسكنون في الخيام وبيوت الشعر؟ قال نعم قال هل يوجد لديكم مبنى مناسب لكي نستأجره للمدرسة قال لا .
قال أيهما افضل يبقون أولادكم أميين يرعون الإبل والغنم ويفوتهم قطار التعليم أم يلتحقون بالمدرسة ولو كانت في صنادق قال بل الأفضل التحاقهم بالتعليم قال إذن اتفق أنت وجماعتك على موقع معين وراجعونا فيما بعد نعطيكم مخططاً مبسطاً لمبنى المدرسة تقومون أنتم بإنشائه ونستأجره منكم بأجرة مجزية وليكن باسم واحد منكم وخرج الرجل مسروراً.
استمر الأستاذ عبد العزيز العياضي مديرًا للتعليم بمنطقة نجران سنوات عدة شهدت المنطقة في عهده نهضة تعليمية رائعة حتى تمت ترقيته وكيلاً مساعدًا لوزارة المعارف بالمرتبة الرابعة عشر إلى أن تم إحالته على التقاعد ولا زال سكان نجران وأهلها يذكرونه بالخير ويثنون على جهوده في نشر التعليم وقد تحولت مواقع المدارس التي أقيمت في صنادق إلى مدن متكاملة بعد أن استقر أولياء الأمور وأقاموا لهم مبان ٍ دائمة ومنها بئر عسكر ويدمه وابا الرخم وخباش وحما وغيرها من المراكز التابعة لمنطقة نجران.