تتجه أنظار العالم اليوم وخاصة من قبل قادة الدول الكبرى والمراكز العلمية والعلماء والخبراء المختصين بشئون البيئة إلى متابعة أخر الأخبار والمستجدات بخصوص الحرائق في أكبر غابات استوائية بالعالم في الأمازون بالبرازيل وذلك منذ نحو شهر تقريباً والتي لازالت خارج السيطرة حتى الآن, مما أثار مخاوف دولية من مخاطر حقيقية تهدد أكبر غابة استوائية بالعالم.
ونتيجة لهذه المخاوف فقد تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أزمة بيئية عالمية، ودعا إلى حماية غابات الأمازون، مؤكدا أن العالم لا يمكنه تحمل أن يلحق ضرر بمصدر رئيسي للأوكسجين والتنوع البيئي .
وبالعودة إلى ما تضمنته كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في ختام مؤتمر قمة الدول العشرين في 29 يونيو الماضي التي استضافتها مدينة أوساكا في اليابان ،بعد لقاءات واجتماعات مع زعماء وقادة من 37 دولة ومنظمة مشاركة في القمة , قال سموه بأنه سيكون موضوع التغير المناخي والسعي لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات مع جميع مصادرها وتخفيف آثارها السلبية على كوكبنا الغالي وضمان التوازن البيئي العالي تحت أجندتنا لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين في نوفمبر القادم عام 2020م.
ومن خلال هذه الكلمة التاريخية الضافية لسموه تتجلى القدرة القيادية الملهمة والريادة في استشراف المستقبل في التطرق لأهمية هذه الموضوعات التي تختص بالبيئة والمحافظة عليها قدر الإمكان وأنها مسئولية مشتركة بين الجميع, فالمملكة قد حققت نقلة نوعية في مجال حماية البيئة وصون مواردها، واعتُمد موضوع البيئة وحمايتها ضمن النظام الأساسي للحكم وفقًا للمادة (32) منه، والتي نصت على التزام الدولة بالمحافظة على البيئة وحمايتها ومنع التلوث.
أن حديث سموه قد تناقلته كبرى الوكالات الإخبارية العالمية,وهي بمثابة رسالة صادقة وواضحة ومعلنة وتثبت للعالم مدى اهتمام حكومتنا الرشيدة وحرصها في المطالبة الحقيقية بترسيخ جذور ودعائم وركائز الأمن بمفهومه الشامل في ظل تحقيق الاستقرار والسلام الدائم لجميع شعوب الأرض,لقد أطلق سمو ولي العهد من خلال هذا المؤتمر مبادرة إستراتيجية عالمية تسهم في أمن بيئة كوكب الأرض من خلال دعوة المجتمع الدولي وفي مقدمتهم مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا في العالم بالتعاون الوثيق فيما بينهم ومع بقية دول العالم في بذل كل الجهود المخلصة وتوحيدها وبذل ما تستطيع من قدرات وإمكانيات ووسائل وطرق سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وتعليمية وثقافية تسهم في مسار أولوياتها بالمحافظة على سلامة بيئة كوكبنا الغالي.
كما ذكر سموه,إن هذه المبادرة الإستراتيجية البيئية العالمية الدولية تخط بماء الذهب في سجلات تاريخ المؤتمرات والمحافل الدولية فهي رسالة تحمل معاني سامية تدعو الجميع للمشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار وسلامة بيئة كوكب الأرض,فعبارة سموه لنحافظ على كوكبنا الغالي هي شعار لا ينسى ستردده الأجيال القادمة وقد اختصرت مضمون الكثير من المجلدات والكتب والدراسات والأبحاث العلمية التي تختص وتطالب بالحفاظ على البيئة.
وهناك أمر في غاية الأهمية قصدها سموه في هذا الزمان والمكان من خلال كلمته بمؤتمر طوكيو, وهو أن تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي العالمي الثمين في الحفاظ على البيئة وسلامتها يتطلب الالتزام النزيه والإرادة القوية والعزيمة الصادقة والتعاون المستمر والدائم في تغليب المصلحة العامة ليس للدول الكبرى فحسب بل بين جميع دول وشعوب ومنظمات العالم من اجل تنمية مستدامة وبيئة أمنه ونظيفة لكوكبنا الغالي.
——————
مستشار أمني