يستيقضون قبل أن يفيق الطير
ليبدؤون في رص الورود حول الأطواق الصدئة
ليصنعوا لنا أكاليل الورود الزاهية
يحملوها كلها للطرقات البعيدة
لتباع بثمن بخس لا يعادل خطر تبعثرهم في الطرقات والأزقة
خلف الرحمة يقفون بلا ظلال
وقد دقت أعناقهم النحيلة رياح الخوف والجزع
يبتسمون للمارة بوجوه شاحبة مهزومة كوجوه الموتى
أطفال هم ولكن لا يشبهون الأطفال
يحملون الحزن فوق اكتافهم الضعيفة وهم يرجفون خوفآ وبردآ وأسفآ
يتوسلون بصمت لذلك الوقت الثقيل ليمضي ويأتي ليلهم القصير
فيعودوا لفراشهم البالي يحلمون بأنهم لا يزالوا صغارآ يلعبون بسعادة وأن النهار البائس ما كان إلا كابوسآ سيفيقون منه ولن يعود
جبروا على دفع ثمن الفقر الذي ورثوه
لطالما كتبت عن هذه الفئة وتحدثت
وكيف أن هذا الطفل الضعيف قد يضل طريقة في العراء
فإنخراط الطفل في سوق العمل يعرضه للإحباط والإستغلال والإنحراف وما يتبعه من أزمات نفسية ستبقى برفقته ما بقي
فأعذار الوالدين أو من يعولهم ما هى إلا كلمات واهية
فالفقر والبطالة ليست بشماعة تعلق عليها الحجج
وكثرة النسل مع تردي الحالة الإقتصادية أمور لا ينبغي للطفل دفع ثمنها
ولا مبرر لقسوة ولاة الأمور سواء كانوا والدين أو أقارب في الدفع بالأطفال للطرقات لكسب عيشهم والمساعدة في تأمين حاجيات الأسرة بكاملها
وما قد يجهله او يتجاهله هؤلاء الأباء هو الخطر القابع في تلك الشوارع المختلفة سواء كانت حوادث مرورية أو مشاكل صحية أو نفسية أو إعتداءات غير أخلاقية
وإذا أردنا أن نحد من تفشي هذه الظاهرة المؤلمة فعلينا جميعآ أن نسلط الضوء كلآ من موقع عمله ومسؤوليته بالتوعية المرئية والمقروءة والمسموعة
فأطفال اليوم هم كبار الغد سواء كانوا مواطنين أو وافدين فإن الأرض لا تعترف بالحدود ولا تلتفت للأعراق ولكنها تدرك أن البشر ثروة يجب أن يكون أصحاء العقول والأبدان سليمين الأنفس
الأطفال ملائكة الأرض الذين لا يكرهون ولا يحقدون ولا يبغضون ولا يغدرون
إنهم الأمل الكبير فلا تحملوهم فشلكم وعدم مسؤوليتكم
ولنكن اكثر حبآ وقربآ ورحمة بتلك القلوب الصغيرة
ملائكة الأرض أطفال الشوارع
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://barq-org.sa/articles/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%a6%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b6-%d8%a3%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%b9/
التعليقات 2
2 pings
محمد سعيد ال غواء
2020-11-26 في 12:32 صباحًا[3] رابط التعليق
مقال جميل ورائع ملائكة الأرض أطفال الشوارع عنون جميل وفي طياته تحمل المعاني الكثيرة صح لسانك وبارك الله في قلمك
فايع الحياني
2020-11-23 في 10:24 مساءً[3] رابط التعليق
خاطره جميله من إحساس مرهف لا يفهمه إلا من عايش الموقف أو عاصر الحياه بمرارة العوز او فقد الوالدين طفلا نسأل الله أن يغفر لولدينا ويجمعنا بهم في جنات الخلد إنه على كل شيء قدير